وأضاف “الجلود” في كتابه “الملحمة-مذكرات عبد السلام الجلود” أنه اتصل بـ “رفعت” والتقى به عدة ساعات تخللها عشاء وحديث عن الأزمة القائمة في دمشق آنذاك وقد انتهت تلك الجلسة بعناق وردة فعل رفعت كانت بالقول لـ الجلود” بحسب مايقول في كتابه:«من قبل كان لي أخ، والآن لدي اثنان»، فقلت له: «ومَن هما؟»، فقال: «الأمير عبد الله بن عبد العزيز وأنت»، فقلت له: «لا، عليك أن تختار إمّا أنا وإمّا الأمير»، فضحك، والأكيد أنه اختار الأمير عبد الله.
تكررت اللقاءات على وقع أزمة العاصمة السورية دمشق واستمرت لأسبوع من اللقاءات اليومية، وبحسب مايسرد “الجلود” فإن رفعت كان حزيناً من فكرة المغادرة ومن الاتهامات له بأنه عميل “سعودي وأميركي”، بينما كان رأي “الجلود” أنه إذا خرج من سوريا سيكون مضحي ورجل وطني وليس عميل، وذلك في إطار مايسرده من أحاديث مشتركة بينهما.
يقدم “الجلود” رواية لم يسبق ذكرها بشكل تفصيلي هكذا وإن كان الحديث قد تكرر كثيراً خلال العقود الماضية عن دور مالي لعبته ليبيا في حل الأزمة وخروج “رفعت الأسد” من سوريا، وبحسب “الجلود” فإنه عقد صفقة مع رفعت تقضي بخروجه من سوريا مقابل 200 مليون دولار أميركي، وذلك لتأمين عائلته البالغ عددها 48 فرداً.
وبحسب الجلود فإن “ليبيا” قامت بتوفير هذا المبلغ وأتمت بموجبه هذه الصفقة التي أفضت في المحصلة إلى خروج “رفعت الأسد” من سوريا إلى الاتحاد السوفييتي ومن ثم إلى أوروبا”.
“الجلود” أشار إلى أن “ليبيا تبرعت بهذه المبلغ كمساعدة لسوريا من أجل حل هذه المشكلة التي عصفت بالبلاد وهددت بتدمير دمشق، حيث حمل هذا المبلغ “أحمد رمضان” حاكم المصرف المركزي الليبي إلى سوريا ومن ثم سلمه لسوريا.
يصف “الجلود” ماقام فيه بأنه كان مهمة قومية صعبة ومعقدة في سوريا.
حادثة خروج “رفعت الأسد” من سوريا ماتزال إلى اليوم موضوع حديث في وسائل الإعلام والأوساط السياسية بهدف معرفة كل تفاصيلها كما تحيط بها الكثير من الشائعات والتفاصيل التي لم يتم التحقق منها طوال السنوات الماضية رغم أن البعض ومنهم سياسيون يتداولونها على أنها حقائق مفرطة.
يذكر أن “رفعت الأسد” كان قد عاد إلى سوريا العام الماضي بعد أن أمضى أكثر من 23 عاماً في المنفى، وذلك بعفو رئاسي نظراً لكونه يتعرض لمحاكمة في فرنسا حول مصادر أمواله، ويصفها أولاده بأنها محاكمة مسيسة ويشير إلى أن أمواله مصدرها ليبيا والسعودية وهي هبات.
يهمنا رأيك حول الموضوع نرجو وضع تعليق برأيك ...