أخر الاخبار

الطيبة تدوم والخبث يزول .. تمسك بطيبتك

الطيبة تدوم والخبث يزول .. تمسك بطيبتك

الطيبة تدوم والخبث يزول .. تمسك بطيبتك

د. يسري الشباسي

يظن كثير من الناس أن الطيبة خيبة وعبط وضعف .. ذلك بسبب ما يرونه من علو أصحاب القلوب القاسية في الأرض.

قد يعلو أصحاب القلوب القاسية ويستضعف أصحاب القلوب الطيبة .. لكن ذلك ظاهرياً فقط في المجتمع أما أمام أنفسهم فإنهم أضعف من بعوضة.

السر وراء تلك الحقيقة يكمن في طبيعة الفطرة الربانية التي خلق الله تعالى الناس عليها حيث أودع في كل نفس نسخة من الإيمان الحق من أجل ألا يكون للعصاة من الناس على الله يوم القيامة حجة الجهل.

النفس الخبيثة تحاول دائماً أن تعلو في الأرض بغير الحق من خلال أذية المتميزين الطيبين حسدا من عند أنفسهم.

لكن الخبث في تعاملاتهم دائماً يجد صدا ومقاومة من الإيمان الفطري المطمور في أنفسهم فيحاولون إسكات تلك المقاومة (صوت الضمير) بكل ما يغيب العقل الواعي من خمر ومخدرات وعقاقير مهدئة ومنومة.

كل تلك الوسائل التي تغيب عقل الخبثاء من الناس لن يدوم مفعولها وسوف يصل هؤلاء الخبثاء إلى حائط سد من تأنيب الضمير لن يفلح معه شيئ إلا أن يقتلوا أنفسهم .. مالم يأذن الله لهم بالتوبة.

أما الطيبون من الناس فإنهم قد لا يستطيعون علوا في الأرض - رغم تميزهم العقلي- بسبب مكر الخبثاء .. لكنهم يعيشون في سلام داخلي لأن سلوكياتهم الطيبة تتناغم مع الإيمان الفطري في أنفسهم.

المكر السيء من الخبثاء تجاه الطيبين لا يفلح على المدى الطويل بسبب سلاح الإيمان الفطري الذي يثبت أقدام الطيبين ويجعل زحزحتهم عن السلام النفسي مستحيلاً بينما نفس السلاح يجعل الأرض تمور من تحت أقدام الخبثاء فيصير الأمر
إلى هزيمة للخبثاء ونصرا للطيبين : اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (فاطر 43)

كلما زادت درجة الطيبة عند الطيبين (يسمونهم في علم النفس super empathetic) كلما فشل الخبثاء في زحزحتهم عن الحق لأن الطيبة شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء بينما الخبث شجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار - أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26).

 يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) - سورة إبراهيم

كذلك فإن الله تعالى يسخر الطيبات من الرزق ومن الناس لعباده الطيبين تثبيتا لهم .. بينما يسخر الخبيثات من الرزق ومن الناس للخبيثين إبعادا لهم عن الحق الذي جحدوه - الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (النور 26)

الطيبون منتصرون لا محالة آجلا أو عاجلا .. والخبيثون منهزمون لا محالة آجلا أو عاجلا .. فإصبروا أيها الطيبون ولا تحزنوا فإن الله معكم.

د. يسري الشباسي
٣ يناير ٢٠٢٢
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -