واشنطن وموسكو يد واحدة .. ازاحة القارة العجوز
ما يحدث اليوم حول أوكرانيا هو حلقة من حلقات تفكيك النظام العالمي القديم والذي تزعمته أوروبا منذ سقوط الأندلس في عام 1492 وما تلاه من احتلال أوروبا لمعظم أراضي أفريقيا وآسيا والعالم الجديد في أستراليا والأمريكتين.
لم تستطع أوروبا المحافظة على كل تلك الأراضي الشاسعة التي احتلتها لمدة طويلة فتفلتت منها إلى الامبراطوريات القديمة في الصين و روسيا والامبراطورية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تفلت أجزاء من الإمبراطورية الأوروبية كان أحياناً جغرافيا ولكنه في معظمه كان سياسياً واقتصادياً.
استمر الانكماش الأوروبي في سيطرته على العالم سياسياً واقتصادياً حتى لم يعد هناك دولة استعمارية أوروبية إلا فرنسا.
يمكن اعتبار عام 2016 هو التاريخ الحقيقي لسقوط أوروبا .. لقد بدأت سيطرة أوروبا على العالم فعلياً بسقوط الأندلس في عام 1492 وانتهت أوروبا فعلياً في عام 2016 .. أي بعد خمسة قرون.
الأحداث في عام 2016 والتي مثلت العلامات الصريحة لسقوط أوروبا تلخصت في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي و في وصول ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.
افتعال الأزمات على الحدود الشرقية لأوروبا في أوكرانيا هو حلقة ربما تكون الأخيرة من حلقات تفكيك النظام الأوروبي الذي حكم العالم لخمسة قرون متتالية.
لا مكان لفرنسا في النظام العالمي الجديد كقطب مستقل .. الخطة تقتضي نظاماً ذي أقطاب ثلاثة فقط .. الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا.
أما العجوز أوروبا فسوف تؤول إلى النفوذ الروسي بينما ترث الصين المستعمرات الفرنسية في أفريقيا.
أما المنطقة العربية فهي من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية مباشرةً أو من خلال وسيط إقليمي قوي أو وسيطين.
لا تصدقوا أن هناك صراعاً بين واشنطن وموسكو حول أوكرانيا فهما يد واحدة.. إنه الاخراج المسرحي لنظام الأقطاب الثلاثة الجديد.
د. يسري الشباسي
20 فبراير 2022
يهمنا رأيك حول الموضوع نرجو وضع تعليق برأيك ...