المصاهرة وعدم التكافؤ .. إياك ومثبطات المناعة
القرابة بين الناس تتكون إما نسبا عن طريق الدم أو مصاهرة عن طريق الزواج - وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (الفرقان 54).التكافؤ بين الزوجين هو أهم شروط نجاح المصاهرة وهو يشمل التقارب على خمسة مستويات .. المستوى النفسي والفكري والعقلي والثقافي والإجتماعي.
عندما يلتحق رجل أو إمرأة بعائلة ما - عن طريق الزواج - ليس بينهم تكافؤ على واحد أو أكثر من هذه المستويات الخمسة فإنه يكون بمثابة نقل عضو من جسد غريب إلى جسد آخر.
نقل عضو من جسد غريب إلى جسد آخر في عالم الطب يسمى "زراعة عضو غير متطابق" Non matching organ transplantation وهذا مصيره المحتوم هو الرفض والنبذ من جهة جهاز المناعة إلا أن يلجأ الطبيب إلى حيلة إضعاف جهاز المناعة عن طريق العقاقير المثبطة للمناعة.
العقاقير المثبطة للمناعة سوف تطيل من عمر العضو الغريب داخل الجسد لكن على حساب إضعاف كامل الجسد والذي يؤدي إلى غزو الميكروبات والسرطانات لذلك الجسد مما يؤدي إلى قتل عموم الجسد.
حيلة إطالة عمر العضو الغريب داخل الجسد بمثبطات المناعة هي حيلة غير أخلاقية من جانب الطبيب المعالج و في نفس الوقت غبية من جانب صاحب الجسد المنقول إليه العضو الغريب .. لأن الأمر في النهاية يشبه الإنتحار البطيئ.
الزواج الغير متكافئ يتم غالباً -تماما مثل زراعة عضو غير متطابق- عن طريق التدليس والغش والخداع من طرف العضو الغريب أو أهله أو كليهما معا.
الغش في الإسلام عموماً هو كبيرة من الكبائر وقد يخرج المسلم من الملة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غشّ فليسَ منّي» (رواه مسلم).
والغش في الإسلام يشمل أربعة مجالات .. المعاملات والنصيحة والمشورة والعلم.
الغش في الزواج هو السبب الرئيسي لغياب التكافؤ بين الزوجين على مستوى أو أكثر من مستويات التكافؤ الخمسة .. النفسية والفكرية والعقلية والثقافية والإجتماعية.
ولذلك فإن التدليس في الزواج إعتبره الفقهاء مفسدا لعقد الزواج .. وهذه نظرة فقهية حكيمة بإعتبار ما سوف يؤول إليه ذلك الزواج من فشل عاجلا أو آجلا.
محاولة إطالة عمر الزواج الغير متكافئ من خلال الآمال في زوال الفروقات النفسية والفكرية والعقلية والثقافية والإجتماعية .. هذه الآمال هي في الحقيقة أوهام لتخدير الوعي عند أعضاء الجسد المنقول إليه العضو الغريب.
هذه الأوهام مثلها مثل مثبطات المناعة في حالة زرع عضو غير متطابق في الجسد.
الزواج الغير متكافئ سوف يؤؤل إلى أحد مصيرين .. إما أن تنتشر الميكروبات والسرطانات في الجسد المنقول إليه العضو الغريب بسبب العقاقير المثبطة للمناعة .. وإما أن يسخر الله جراحا أمينا يوقف تلك العقاقير المثبطة للمناعة
ويتدخل بمشرطه ليزيل ذلك العضو الغريب الغير متكافئ والذي تم زرعه من خلال الغش والتدليس.
إياك أن تلجأ إلى مثبطات المناعة لإطالة عمر العضو الغريب داخل جسدك .. إنزعه بيديك أو بيد جراح أمين قبل أن تغزو الميكروبات والسرطانات بقية جسدك.
الزواج الغير متكافئ والذي بني على التدليس هو باطل ولن يؤدي ما بني على باطل إلا إلى مزيد من الباطل والأذى.
د. يسري الشباسي
٦ يناير ٢٠٢٢
يهمنا رأيك حول الموضوع نرجو وضع تعليق برأيك ...