أخر الاخبار

فيلق زيلينسكي لمحاربة روسيا .. جحر أفغانستان للمرة الثانية

فيلق زيلينسكي لمحاربة روسيا .. جحر أفغانستان للمرة الثانية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي في صحيح البخاري "لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ"

لقد كان عام 1979 عاماً محوريا في تاريخ المسلمين المعاصر حيث وقعت ثلاث طعنات ماكرة في جسد الأمة الإسلامية .. أولها خيانة السادات وثانيها تمكين ملالي 
الشيعة من حكم إيران وثالثها الغزو السوفيتي لأفغانستان.

لقد كان عام 1979 عاماً محوريا في تاريخ المسلمين المعاصر حيث وقعت ثلاث طعنات ماكرة في جسد الأمة الإسلامية .. أولها خيانة السادات وثانيها تمكين ملالي الشيعة من حكم إيران وثالثها الغزو السوفيتي لأفغانستان.


حديثي اليوم عن الطعنة الثالثة حين غزا الجيش السوفيتي أرض الأفغان المسلمين وما تلاها من تجييش المجاهدين من كل أنحاء العالم الإسلامي لقتال الكافرين السوفيت على أرض الأفغان.

إستجاب كثير من المخلصين لنداء الجهاد ولم ينتبهوا إلى أن الدعوة إلى جهاد الكفار السوفيت جاءت من حكومة كافرة وهي حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقع المجاهدون في الفخ الأميركي والذي كان الهدف منه التخلص من عدوين للولايات المتحدة الأمريكية في نفس الوقت وهما المسلمين والمنافس السوفيتي ولم ينتبهوا لذلك إلا بعد عشرة سنوات عندما بدأت نتائج الحرب الأفغانية تظهر.

بنهاية إستنزاف السوفيت بأيدي المجاهدين في أفغانستان تفكك الإتحاد السوفيتي وتحولت ولاءات أوروبا الشرقية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإنتظر المجاهدون أن يصل شيئ من غنائم جهادهم إلى بلاد المسلمين ولكن هيهات هيهات ..

بل الأشد غدرا من ذلك وجد المجاهدون أنفسهم يواجهون تهم الإرهاب الدولي حيثما حلوا رغم أنهم ذهبوا إلى أفغانستان بمباركة حكوماتهم.

لقد قضت الولايات المتحدة الأمريكية على عدوها اللدود الإتحاد السوفيتي بأيدي المسلمين المجاهدين في أفغانستان ثم تنكرت لهم بل حاربتهم في أنحاء الأرض وجنت هي كل الغنائم وحدها.

اليوم تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد نفس اللعبة ولكن هذه المرة بيد دميتها الجديد الممثل الهزلي زيلينسكي رئيس أوكرانيا.

زيلينسكي دعا أمس لتكوين فيلق عالمي لمحاربة روسيا من كل من له ثأر مع بوتين والجيش الروسي .. وهل حارب بوتين والجيش الروسي أحدا غير المسلمين بإستثناء 
أوكرانيا وجورجيا ؟!

بوتين والجيش الروسي خاض في دماء المسلمين في البوسنة والشيشان وسوريا وليبيا مباشرة ناهيك عن دعمه لآخرين من حكام خاضوا كذلك في دماء المسلمين مثل إيران والهند.

الترجمة الصحيحة لدعوة دمية أميركا زيلينسكي هي لتكوين فيلق لمحاربة الروس بأيدي المسلمين من البوسنة والشيشان وسوريا وليبيا والهند وغيرهم ممن يريدون أن يثأروا من المجرم بوتين وجيشه.

الدعوة في ظاهرها محقة لكن في باطنها نجد أنهم يريدون أن يحصدوا دون أن يبذلوا جهدا وعلى حساب دماء المسلمين .. دعنا نطرح سؤالين من واقعنا المعاصر :

1- ماذا فعلت أميركا وأوروبا بالمجاهدين في أفغانستان بعدما حققوا لهم هدفهم وأسقطوا الإتحاد السوفيتي؟

2- ألم يكن في مقدرة أميركا وأوروبا أن توقف جرائم بوتين في البوسنة والشيشان وسوريا وليبيا؟

لا تسمعوا لنداء المهرج زيلينسكي .. إن كان يريد حقا أن يحرر أوكرانيا من طغيان بوتين فليحررها بأيدي أبنائها ومن على دينهم بشرف المحاربين.

يجب علينا أن نتعلم الدرس ولا نلدغ من نفس الجحر الذي لدغنا منه من قبل في أفغانستان ومن قبل ذلك في الحرب العالمية الأولى والثانية ولنتبع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال : لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ.

د. يسري الشباسي

أول مارس 2022

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
  • آية يوسف
    آية يوسف 3/03/2022

    ولماذا يتدخل المسلمون اليوم ولم يهتم لهم أحد عندما ضمت روسيا القرم المسلمة عام 2014 أليس الضم لشبه جزيرة بهذا الحجم أعمق أثرا من دعم استقلال جمهورية أو اثنتين داخليتين وعبارة عن مدن صغيرة؟ ولعل سكان الجمهوريتين الذين يتم إجلاؤهم لصالح إعلان الجمهوريتين يكونون من المسلمين التتار الذين يخشى انضمامهم إلى القرم أو تلقيهم مساعدات من تركيا. بموقعها الاستراتيجي .. أوكرانيا تشبه إسرائيل ثانية في خاصرة روسيا حاليا وقد تكون في خاصرة تركيا غدا !

    إرسال ردحذف



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -