أخر الاخبار

فيصل القاسم يتساءل ويجب: حرام احتلال فلسطين.. حلال احتلال أوكرانيا؟!

فيصل القاسم يتساءل ويجب: حرام احتلال فلسطين.. حلال احتلال أوكرانيا؟!

نشر الإعلامي السوري، فيصل القاسم مقالاً في صحيفة “القدس العربي”، ناقش فيه أصواتا عربية مؤيدة للغزو الروسي لأوكرانيا.
فيصل القاسم يتساءل ويجب: حرام احتلال فلسطين.. حلال احتلال أوكرانيا؟!

وقال القاسم في مقاله، الذي نشره، الجمعة، “ابتلي الإعلام العربي بشرذمة من اليسارجيين والقومجيين والمقاومجيين العرب المستعدين أن يناصروا حتى الشياطين الزرق في مواجهة الغرب، حتى لو كان الشياطين أسوأ من الغرب بعشرات المرات. بصراحة نحن نحتاج إلى أطباء نفسيين كي يعالجوا هذا الرهط المسعور من الإعلاميين والمحللين والسياسيين العرب المتحمسين للغزو الروسي لأوكرانيا أكثر من الروس أنفسهم”.

وأضاف “هنا نستحضر العقدة النفسية لدى هؤلاء المطبلين والمزمرين للغزاة الروس. منطقياً، كان على الطابور الروسي في الإعلام العربي القومجي واليسارجي والمقاومجي أن يفكر بطريقة أخرى بدل الاندفاع الجنوني لتأييد المحتلين الروس، فقد صدع القومجيون واليسارجيون والمقاومجيون رؤوسنا على مدى عقود وهم «يناضلون» بين قوسين طبعاً من أجل فلسطين وشعبها”.

وسخر القاسم من هذه الأصوات الداعمة للعملية العسكرية التي تشنها موسكو، قائلا “هاجموا الاحتلال الإسرائيلي وأفعاله مئات المرات على شاشات التلفاز وفي مواقعهم وحساباتهم على مواقع التواصل، وهم يرفعون شعار تحرير فلسطين من الصهاينة ليل نهار، ولا بأس في ذلك طبعاً إذا كانوا صادقين.”

وتساءل القاسم في مقاله عن المكان الذي يجب أن يقف فيه “العقل السليم” لدى وجود اعتداء على بلد مستقل “يستنهضون الشارع العربي كي يصفق معهم لبوتين وعصابته وهي تحشد قواتها على حدود أوكرانيا، مع أن الوحش معروف والضحية لا تحتاج إلى توضيح.

وأضاف “هناك غزو روسي واضح المعالم، وهناك بلد مستقل ومعترف به في الأمم المتحدة يتعرض للغزو، فمع من يجب أن يقف العقل السليم في هذه الحالة؟ لا شك مع الضحية وليس مع الوحش. هذا هو التفكير الصحيح لدى أي إعلامي يحترم نفسه ويعرف أبسط أبجديات الإنسانية والمنطق”.

واتهم القاسم هذه الأصوات بـ”الازدواجية المشابهة لازدواجية الدول الغربية، مضيفا “هل تختلفون أنتم عن الغرب في الازدواجية والنفاق عندما تؤيدون الغزو والاحتلال الروسي لأوكرانيا بينما بلدكم أنتم محتل وشعبه بعضه مهجر والبعض الآخر يعاني شتى أنواع المعاناة تحت الاحتلال الإسرائيلي؟”.

وذكّر القاسم هذه الأصوات بوقوفها السابق مع غزو صدام حسين للكويت عام 1991، متسائلاً “لماذا لم تتعلموا من خطيئتكم الكبرى عندما وقفتم مع الاحتلال العراقي للكويت؟ لماذا تكررون الخطيئة مع الأوكراني؟”.

وحلل القاسم خطاب هذه الأصوات وتبريراتها، بقوله “البعض قد يبرر وقوفه مع الروس ضد أوكرانيا بأن روسيا تقف مع القضايا العربية ولم تغز يوماً بلداً عربياً. وهذا طبعاً هراء، فروسيا بوتين ليست الاتحاد السوفياتي بأي حال من الأحوال. روسيا الحالية لا علاقة لها بالاتحاد المنهار مطلقاً، والروسي الحالي نسخة طبق الأصل عن الامبريالي الأمريكي”.

وأضاف “فهو ينافس الغربيين على أشلاء السوريين واليمنيين والليبيين والسودانيين واللبنانيين، وهو لا يتدخل في بلادنا هنا وهناك دفاعاً عنا وعن قضايا، بل يريد فقط أن ينافس الأمريكي والغربي في نهب ثرواتنا وقتل شعوبنا. والكل يعلم ما فعله الوحش الروسي في سوريا، حيث اعترف بوتين بعظمة لسانه بأنه استخدم الأرض السورية كمسرح تجارب لأكثر من ثلاثمائة وخمسين سلاحاً روسياً جديداً على بيوت السوريين، ولم تسلم منه حتى مداجن الطيور وحظائر الحيوانات. وما يفعله اليوم بوتين في المدن الأوكرانية كان قد فعله بحلب وحمص السورية بشهادة الاتحاد الأوروبي”.

وختم القاسم قائلا “إياكم أن تظنوا أننا نريدكم أن تصفقوا للغربي بدل الروسي. لا لا أبداً، فشهاب الدين أسوأ من أخيه، لكن على الأقل اخرسوا. مساكين نحن العرب كالصلعاء التي تتباهى بشعر جارتها، مع أن الجارة تحتقر أولئك الصلعان الذين يتفاخرون بشعرها.”
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -