إحذر الطرق السريعة للشهرة والسلطة والثراء .. بوابة إبليس
كثير منا يصعب عليه فهم الأحداث التي وقعت وتقع حولنا خاصة فيما نرى من أناس صعدوا فجأة إلى مراتب كبيرة من الشهرة أو السلطة أو الثراء دونما أدنى كفاءة تؤهلهم لتلك المراتب.لفهم تلك المعضلات بعيدا عن كلام الفلسفة والتحليل السياسي والمالي والفني يجدر بنا أن نعود إلى أصل الصراع عند خلق آدم عليه السلام.
أصل الصراع بدأ بتكبر إبليس اللعين على أمر الله بأن رفض السجود لآدم مما تسبب في طرده من رحمة الله ومن الجنة فإزداد حقده على آدم عليه السلام وتوعده هو وذريته بالإضلال حتى يُحرموا من دخول الجنة كما حُرم هو منها فيكونون سواء -
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) - سورة الحجر
توعد إبليس اللعين كل بني آدم بالإضلال عن طريق الإغواء بالحصول على زينة الحياة الدنيا من الشهوات -
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (آل عمران 14)
أقوى الطرق للحصول على تلك الشهوات هي الشهرة والسلطة والثراء ولذلك تجد الصراع بين بني آدم على الشهرة والسلطة والثراء على أشده.
الشهرة والسلطة والثراء لكل منهم طريقان لا ثالث لهما .. إما بالكفاءة أو بالتحالف الشيطاني.
تحصيل الشهرة والسلطة والثراء عن طريق الكفاءة يتناسب في مساحته عكسياً مع مساحة الفساد في السلطة الإدارية بأنواعها الأربعة التشريعية والرقابية والقضائية والتنفيذية .. فكلما زاد الفساد في تلك السلطات كلما ضاق طريق الكفاءة كوسيلة للشهرة أو السلطة أو الثراء.
عندما يضيق طريق الكفاءة كوسيلة للشهرة والسلطة والثراء ولا يتبقى سوى طريق التحالف الشيطاني فإن الفتنة تشتد على الحالمين بالشهرة والسلطة والثراء.
التحالف الشيطاني هو مملكة إبليس اللعين التي من خلالها يحاول إضلال بني آدم بواسطة جنوده من الإنس والذين يتم تجنيدهم من أوساط الحالمين بالشهرة السريعة أو السلطة السريعة أو الثراء السريع سواء من أصحاب الكفاءة المنخفضة أو حتى من أصحاب الكفاءة العالية.
تكمن قوة مملكة إبليس اللعين في أعضائها الذين يشغلون مواقع إتخاذ القرار في مفاصل السلطات الإدارية الأربعة التشريعية والإدارية والقضائية والتنفيذية .. أولئك جميعا يكونون الدولة العميقة والتي تدين بالولاء لإبليس اللعين سواء عن قصد أو بدون قصد.
الوصول السريع للشهرة أو السلطة أو الثراء يتطلب من الحالم أن يدفع الثمن مقدما ومقسطا على دفعات من العملة الإبليسية.
للعملة الإبليسية فئات أغلاها هي عملة الكفر بالله ثم تتدرج الفئات نزولاً في سلم الإفساد في دين الله تشريعاً وقضاءً ورقابةً وتنفيذاً.
الحالمون الذين يدفعون الثمن من العملة الإبليسية الأغلى وهي الكفر بالله يتم ضمهم لعضوية نادي إبليس العالمي (المحفل الماسوني الأعظم) حيث يرتقون فيه على قدر كفرهم بالله وهؤلاء هم الذين يُمكنون من الأموال الطائلة التي هي عصب الحياة من خلال سيطرتهم على البنوك العالمية.
أما الحالمون الذين يدفعون الثمن من العملة الإبليسية الأدنى من إضلال الناس عن طريق الله فأولئك يتم ضمهم إلى دوائر الحكم (البيروقراطية وخدمهم في الإعلام والفن) وتمكينهم من الشهرة والسلطة والمال كلٌ على قدر ما قدم وما يقدم من العملة الإبليسية.
إذا رأيت إنساناً أو كياناً أو حزباً تحصل بسرعة على الشهرة الواسعة أو السلطة الكبيرة أو الثراء الفاحش فإعلم أنه قد مر من بوابة إبليس اللعين وما كان له أن يمر دون أن يكون قد قدم الثمن من العملة الإبليسية.
د. يسري الشباسي
18 ديسمبر 2019
يهمنا رأيك حول الموضوع نرجو وضع تعليق برأيك ...