مصير روسيا .. شاهد من أهلها
حادثة تفجير ومقتل إبنة المفكر الروسي ألكسندر دوجين والتي وقعت بالأمس في موسكو والتي كان المقصود منها هو نفسه كما يقول الإعلام ..
هذا الحادث جعلني أبحث عن اللقاء الذي جرى على قناة الجزيرة في برنامج "المقابلة" بين المفكر الروسي ألكسندر دوجين والمذيع علي الظفيري في نوفمبر الماضي .. أي قبل الحرب على أوكرانيا بثلاثة أشهر.
إمتد اللقاء لمدة 90 دقيقة على مدار حلقتين حيث قدم المذيع المفكر الروسي ألكسندر دوجين على أنه عقل بوتين وأن كتابه "أسس الجيوبوليتيكا" هو بمثابة المانيفستو (البيان) الذي يمكن معرفة ما يخطط له بوتين من خلاله.
كان واضحاً أن ألكسندر دوجين ليس له خطا فكرياً واضحا أو نظرية سياسية جديدة كما يدعون فلقد كان معظم الوقت يراوغ أو يناقض نفسه أو ينافق خاصةً فيما يتعلق بالإسلام السني حيث كان يذكره كثيراً دون مناسبة مما يجعل القاعدة في علم الجريمة تنطبق عليه والتي تقول "المجرم يحوم دائماً حول ضحيته".
كان "المفكر" الروسي يتردد بين ثلاثة أنظمة سياسية وهي الشيوعية والقومية والليبرالية دون أن يستطيع أن يقنعك بأنه يختار إحداهم لنفسه "كمفكر" متميز ..
إمتد اللقاء لمدة 90 دقيقة على مدار حلقتين حيث قدم المذيع المفكر الروسي ألكسندر دوجين على أنه عقل بوتين وأن كتابه "أسس الجيوبوليتيكا" هو بمثابة المانيفستو (البيان) الذي يمكن معرفة ما يخطط له بوتين من خلاله.
كان واضحاً أن ألكسندر دوجين ليس له خطا فكرياً واضحا أو نظرية سياسية جديدة كما يدعون فلقد كان معظم الوقت يراوغ أو يناقض نفسه أو ينافق خاصةً فيما يتعلق بالإسلام السني حيث كان يذكره كثيراً دون مناسبة مما يجعل القاعدة في علم الجريمة تنطبق عليه والتي تقول "المجرم يحوم دائماً حول ضحيته".
كان "المفكر" الروسي يتردد بين ثلاثة أنظمة سياسية وهي الشيوعية والقومية والليبرالية دون أن يستطيع أن يقنعك بأنه يختار إحداهم لنفسه "كمفكر" متميز ..
لكن الأمر الوحيد الذي كان واضحاً وجليا هو أنه ضد الغرب في كل توجهاته الفكرية والسياسية وأنه مع بوتين في كل توجهاته وأفعاله وهذا في حد ذاته ينزع عنه صفة الحيادية والتي تمثل أهم صفات الأستاذ الأكاديمي.
أغرب ما قاله ألكسندر دوجين جاء في آخر دقيقتين من اللقاء وملخصه أن - روسيا دولة هشة ولا توجد بها مؤسسات وأن الحاكم هو القانون وأن نظامها ملكيا حتى في فترة الإتحاد السوفيتي.
دوجين قال أن النظام السياسي في روسيا تغير أربع مرات في خلال قرن واحد فقط .. من الملكية قبل الثورة البلشفية في 1917 .. إلى الشيوعية مابين 1917 و 1991 (فترة الإتحاد السوفيتي) .. ثم الليبرالية الغربية مابين 1991 و 2000 (فترة يلتسين) .. ثم الآن القومية (البوتينية) منذ مجيء بوتين إلى الحكم في 2000.
أخطر ما قاله ألكسندر دوجين في تلك المقابلة هو أن النظام السياسي في روسيا بعد بوتين سوف يعتمد على من سوف يخلفه .. فإن جاء من يخلفه من القوميين فسوف تستمر البوتينية .. أما إن جاء من يخلفه من الليبراليين فإن روسيا سوف تعود إلى نظام يلتسين ما قبل سنة 2000 .. وأشار دوجين بوضوح أن الليبراليين في روسيا شوكتهم قوية ولم يستطع بوتين تحييدهم طيلة العشرين سنة الماضية.
خلصت من اللقاء بنتيجتين :
النتيجة الأولى هي أن ألكسندر دوجين ليس مفكراً متميزاً كما روج له الإعلام بل هو مجرد واجهة عرض (فاترينة) لبوتين ومن حوله من القوميين الروس.
والنتيجة الثانية هي أن تغيير النظام السياسي في روسيا إلى الليبرالية ليس بالأمر الصعب كما كنا نظن.
المقابلة أظهرت كم هو هش النظام السياسي في روسيا وهذا يفسر العنف الغير منطقي في تصرفات الجيش الروسي في كل حروبه .. إنها علامة على الضعف والخوف من تفكك روسيا.
لقد قالها عراب بوتين .. قال أن عودة الليبرالية الغربية التي كانت في زمن يلتسين إلى سدة الحكم يعني تفكك روسيا كما تفكك الإتحاد السوفيتي من قبل .. وشهد شاهد من أهلها.
طبيب/ يسري الشباسي
22 أغسطس 2022
يهمنا رأيك حول الموضوع نرجو وضع تعليق برأيك ...