النجوم لا تتطور .. تبقى في السماء ثلاثية الوظائف
هناك قول مشهور ينسب لرائد علم الإجتماع إبن خلدون وهو أن "الإنسان إبن بيئته". هذا القول يعني أن سلوك الإنسان وطباعه وثقافته ما هي إلا إنعكاس لعناصر بيئته فهي من تصقله وتلونه حسب جغرافيتها ومناخها.هذا القول خطأ على مستوى الفرد حيث أن للفرد الإنسان صفة "الإختيار الحر" .. وهي الأساس الشرعي للمسؤولية والحساب سواءً في الدنيا أو الآخرة.
فئة من الناس يتحججون بمقولة "الإنسان إبن بيئته" من أجل التهرب من المسؤولية حيث يعلقون أخطائهم على شماعة الظروف المجتمعية.
لكن الأخطر من ذلك هو أن فئة أكبر من الناس يعتبرون إتباع "التنازلات" الأخلاقية التي تحدث في مجتمعاتهم نوعاً من"التطور" الضروري للتكسب وأن الإستمساك بالأخلاق الحسنة هو نوع من العيش في"علياء" اللاواقعية.
لقد خلق الله سبحانه النجوم في علياء السماء وجعل لها ثلاثة وظائف .. هداية للناس وزينة للسماء ورجوما للشياطين -
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
(الأنعام 97) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (الملك 5)
النجوم لا تتطور لتواكب تغيرات البيئة .. والنجوم لا تتنازل وتترك السماء .. النجوم تبقى في السماء على حالها التى فطرها الله عليها مقيمة على وظيفتها الثلاثية التي خلقت من أجلها.
كذلك يبقى قليل من المؤمنين فى سماء الأخلاق لا يبدلون سلوكهم من أجل درهم ولا دينار ولا يتنازلون عن وضعهم في علياء السماء بحجة التطور.
هؤلاء القلة يعرفهم الصالح والطالح من خلال النور الذي يشع من وجوههم لأنهم نجوم تتلألى في علياء الأرض.
هذه القلة من المؤمنين هم مصابيح الهدى وهم زينة الحياة وهم رجوم للشياطين الذين يريدون أن يبدلوا دين الله.
إذا كنت من الذين يرفضون التنازل عن الأخلاق بحجة التطور والتكيف مع متطلبات السوق فأنت من النجوم فإستمسك بمكانتك وبمكانك في السماء ولا تنزل من على جبل الرماة من أجل غنائم تهلك يعدها -
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (الزخرف 43)
د. يسري الشباسي
٢٤ نوفمبر ٢٠٢٢
يهمنا رأيك حول الموضوع نرجو وضع تعليق برأيك ...